أمام توقف المعارض يظل المنظمون في حالة من الذهول امام كم الخسائر الكبيرة التي سيواجهونها للوفاء بالتزاماتهم تجاه الموردين والمشاركين وملاك المعارض ، فليس من الواضح أن العارضين سيتنازلون عن المبالغ التي دفعوها مما يجعل المواجهة بين المنظمين والعارضين والموردين تصل إلى مراحل ابعد من القدرة على الاحتمال ، ومن جانب آخر فإن الخسائر تشمل أيضا فئات اخرى صرفوا مبالغ كبيرة لحجز الفنادق وتذاكر الطيران .ولكن يبدو أن هناك عددا من الشركات التي ستنجو من الاثار السلبية للفيروس وهي التي ابرمت عقود تأمين مثل شركة ديسكفري وغيرها من الشركات التي وجدت في وقت مبكر أن عقود التأمين هي الخلاص الوحيد لمواجهة أية ظروف قاهرة .
وإذا عدنا إلى الوراء قليلا نجد أن بداية الأزمة كانت مع معرض لوسائل الاتصال في برشلونة الذي بلغت خسائره 500 مليون يورو من العائدات المتوقعة تلته عدد من المعارض منها معارض السفر والسياحة مثل "معرض السياحة الدولي في برلين"، ومعارض السيارات مثل "معرض السيارات في جنيف" ومعارض للكتب في بولونيا وباريس ثم لا يبزغ الذي يشارك فيه 2500 عارضا وكان يُتوقع هذا العام استقبال 280.000 زائر.
ومن المؤتمرات التي تم تأجيلها او الغاؤها مؤتمر جوجل للمطورين الذي كان من المقرر إقامته في ولاية «كاليفورنيا» الأمريكية ومؤتمرين للنفط والغاز في البحرين كما أجلت منظمة الأغذية والزراعة، الفاو، اجتماعها الإقليمي السنوي، الذى كان مقررا انعقاده في سلطنة عمان. وألغت شيلي مؤتمر النحاس العالمي، وهو أحد أكبر التجمعات السنوية لشركات تعدين النحاس ومصاهر النحاس في العالم، والذي كان من المتوقع أن يستقطب أكثر من 500 مندوب. وألغى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مؤتمرهما السنوي الذي كان من المقرر إقامته في مقر المنظمتين في العاصمة الأمريكية واشنطن في منتصف أبريل الماضي وتقرر عقده عبر "منصة افتراضية".
ومن المعارض: معرض برلين للسياحة الذي يعد من اكبر معارض السياحة في العالم إضافة إلى عدد من المعارض في المانيا مثل معرض بورصة برلين للسياحة ومعرض الحرف اليدوية، الذي كان سيشارك فيه ألف جهة عرض من 60 دولة، وكان من المنتظر أن يجتذب إليه أكثر من مئة ألف زائر ومعرض «الجمال» و«توب هير» والمعرض المتخصص في الأسلاك بعنوان «واير» ومعرض المواسير «تيوب» والمعرض الالماني للكتاب " لايبتسيج". أما في كولونيا فقد تم تأجيل معرض اللياقة البدنية "فيبو" ومعرض البضائع الحديدية ودورة 2020 من معرض باريس السنوي للكتاب ومعرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري ديمدكس 2020 والمعرض الفني الأول في دبى «آرت دبى»، وأجلت دبى معرض القوارب الذى كان سيقام في شهر مارس إلى نوفمبر، وأجلت أبو ظبى حدث الترياتلون العالمي للاتحاد الدولي للاتصالات ومعرض هانوفر وهو أكبر معرض للصناعة على مستوى العالم. ومعرض السياحة في باريس الذي من المنتظر أن يشارك فيه أكثر من 100 ألف زائر وعارض. ومعرض سيتى سكيب العقاري ومعرض السيارات بكين، ومعرض بازل للساعات ومعرض الطاقة الشمسية والرياح ومعرض أوتوماك فورميلا ومعرض جنيف الدولي للاختراعات.
ومن المناسبات والحفلات: حفلة "راس" التي كان مقررا اقامتها في دبي. كما ألغى مهرجان 5 ــ 6 Electronic Music Ultra في «ديو أرينا» في أبو ظبي الذي يتسع لحوالي 25 ألف شخص وبنك الموسيقى «بوب - كي» في «كوكاكولا أرينا» في دبى ومهرجان لليوغا في أبو ظبى وغيرها.
القطاع يترنح والخسائر تفوق الاحتمال
كشف الاتحاد العالمي لصناعة المعارض والمؤتمرات، أن فيروس كورونا سيفقد صناعة المعارض والمؤتمرات ما يعادل145 مليار دولار خلال النصف الثاني من 2020 ويعود السبب إلى عدم القدرة على الوفاء بالعقود التي تم ابرامها في وقت سابق
وشدد الاتحاد على أن صناعة المعارض والمؤتمرات، تعد العمود الفقري للشركات الصغيرة والمتوسطة، موضحا أن توقف عمل هذه الصناعة على المستوى العالمي، قد يعرض مثل هذا النوع من الشركات إلى الإفلاس المبكر. مما يتطلب من حكومات العالم بالتدخل السريع لإنقاذ صناعة المعارض والشركات التي تعمل في القطاع، مشددا على ضرورة المساعدة العالمية في تأمين الدعم الحكومي والإقليمي للشركات التي تضررت بشدة، بسبب تفشي وباء “كورونا”.
وأمام التوقف التام لصناعة المعارض والمؤتمرات - في ظروف لم تشهدها الاسواق منذ فترة طويلة - شهد القطاع انعكاسات سلبية اثرت بعمق على اقتصاد الدول التي تعتمد في دعم اقتصادها المحلي على صناعة المعارض والمؤتمرات. وتعد منطقة اسيا والمحيط الهادي من أكبر الخاسرين في الاقتصاد حيث من المتوقع أن تصل الخسائر إلى 23.6 مليار دولار، مما يتسبب في فقد 378 ألف موظف وظائفهم، اما اوروبا فستفقد نحو 257 ألف وظيفة وأكثر من 31.1 مليار دولار، فيما ستفقد أمريكا الشمالية وحدها 320 ألف وظيفة، وتخسر 31.6 مليار دولار بسبب توقف نشاط المعارض والمؤتمرات.
استئناف عمل مركز للمعارض والمؤتمرات
تعد كوريا من اوائل الدول التي استأنفت إقامة المعارض، حيث نظم بمركز "باكسكو" للمعارض والمؤتمرات في مدينة بوسان جنوب سيئول بعد فترة توقف منذ نهاية فبراير من العام الجاري، ولقي المعرض إقبالا كبيرا من العارضين والزوار.
كما قررت تونس فتح المعارض والمؤتمرات واستئناف كل الأنشطة الرياضية والتكوينية والترفيهية بدءا من الرابع عشر من شهر يونيو القادم، ومن المتوقع أن تنهج العديد من الدول نهج كوريا وتونس بعد انهاء فترة الحجر والالتزام بالاشتراطات التي تفرضها الدول لمواجهة تداعيات الفايروس.
التوجهات الجديدة للمعارض والمؤتمرات
طالب المنتدى الافتراضي الإقليمي الذي نظمته الجمعية الدولية للمعارض والفعاليات فرع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مختلف دول المنطقة للتعامل مع الأزمة الحالية بما يلي:
•إعادة تعريف مفهوم تنظيم المعارض عبر الاستثمار في التقنيات الحديثة وتطوير مفهوم جديد لقطاع المؤتمرات والمعارض والفعاليات والعمل على إدخال تقنيات الاتصال من الجيل الخامس (5G) والروبوتات والذكاء الاصطناعي.
•ربط خطط التعافي الاقتصادي بالقطاع واعتباره جزءا أساسيا منها.
•ضرورة اتخاذ خطوات جدية من قبل دول العالم كافة للخروج بمبادرات نوعية تعيد لصناعة المعارض ألقها ودورها في تعزيز مختلف القطاعات الاقتصادية.
•رسم خريطة طريق لتقليل حجم الخسائر واستدامة هذه الصناعة التي تعد من روافد الناتج الوطني للعديد من البلدان.
•ضرورة توفير برامج وحزم دعم حكومية خاصة بقطاع المؤتمرات والمعارض
•دعوة الهيئات المختصة إلى فتح إصدار التراخيص للمنظمين لعام 2021م .
•دعم الأحداث الافتراضية خلال فترة الأزمة تمهيدا لاعتمادها كداعم مستقبلي للفعاليات
•الدعوة لمزيد من تفعيل وتعزيز الإندماجات والشراكات بين الجهات المنظمة للمعارض.
•إتاحة الفرصة للتواصل مع العملاء ومعرفة احتياجاتهم المستقبلية.
•إنشاء منصة مشتركة لشركات تنظيم المعارض والمؤتمرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
•العمل المشترك على تفعيل التدريب للعاملين خلال الازمة بما يتناسب مع التقنيات التي تلبي احتياجات المرحلة الراهنة.
•التركيز على السوق المحلي خلال المرحلة القادمة أكثر من السوق الدولي لتأخر التعافي للصناعة.
•التسويق الذكي للفعاليات والابتعاد عن التسويق التقليدي.
ورغم تلك الجهود التي بذلت من العاملين في هذا القطاع للبحث عن حلول تنقذ ما يمكن انقاذه ، إلا أن التعافي في معظم الدول العربية قد يتأخر إلى نهاية العام القادم فلا تزال معظم الشركات المنظمة لم تتخلص بعد من العوائق التي حالت دون قدرتها على المنافسة العالمية ولعل من أهم الاسباب التي ادت إلى ذلك اعتمادها على الافكار المستوردة ، وغياب منهجية التواصل مع العملاء وارتباط بعضها بتقليد الافكار والمبادرات القادمة من خارج المنطقة ، ودخول مستثمرين لا يملكون ثقافة المعارض والمؤتمرات بالقدر الكافي إضافة إلى الاجراءات البيروقراطية التي تفرضها بعض الدول العربية للترخيص بإقامة المعارض والمؤتمرات ، وقلة الصالات والمعارض المجهزة بتقنيات العرض المتطورة.
هل المعارض الافتراضية مجدية؟
بدأت الشركات العالمية في اللجوء إلى المعارض والمؤتمرات الافتراضية كأحد الحلول المبتكرة لمواجهة التأثيرات السلبية لفيروس كورونا الذي باعد بين الناس إلى درجة سن القوانين لتحديد اعداد الحضور المسموح لهم بالمشاركة والتي تراوحت بين 1000-5000 شخص في مكان وزمان واحد مثل فرنسا والمانيا، ويعد معرض كونيكت دي إكس -المتخصص في التقنيات والابتكارات التي تؤثر على قطاع الحلول الأمنية عن طريق توفير مساحة افتراضية لإتاحة الفرصة امام الخبراء والمهتمين للقاء والتعارف وتبادل الخبرات في هذا القطاع. وقد أعلن المنظمون أن المعرض سيقام في فترات زمنية مختلفة وبلغات متعددة، وسيقدم أكثر من 30 ساعة من المحتويات التي يطلبها العملاء إضافة إلى بث مباشر يصل إلى 10 ساعات إضافة إلى جلسات متخصصة مع فريق متخصص من الشركة ولقاءات تفاعلية مباشرة للإجابة على الاسئلة المتعلقة بالحلول الأمنية وتبادل الافكار من أي مكان في العالم.
بالرغم من المعاناة التي تعيشها الجهات المالكة للمعارض او المنظمة لها إلا ان هناك العديد من الآراء التي تنادي بضرورة اعادة النظر في بعض الاجراءات التي كانت متبعة قبل الجائحة ومنها ارتفاع اسعار المساحات داخل المعرض ورغم اعلان بعض الجهات المنظمة عن امكانية ذلك في الأمد القريب، إلا انها ستواجه انخفاضا كبيرا في الدخل نتيجة للاحترازات التي ستطبقها خلال الفترة القادمة مما يجعل من المتعذر في الكثير من الاحيان الاستجابة لطلبات العارضين.
اجراءات مقترحة لتنظيم المعارض
يعد قطاع المعارض والمؤتمرات من أكثر القطاعات استقطابا للتجمعات البشرية في فترة زمنية ومساحة محددة وفي اماكن مغلفة مما يجعله من أكثر القطاعات حساسية لانتقال العدوى مما يستدعي اتخاذ اجراءات أكثر صرامة في التعامل مع الأزمة الحالية، ويرى العديد من الخبراء ضرورة اتباع قواعد للسلامة تختلف عن تلك التي يتم اتخاذها في الكثير من القطاعات الاقتصادية، مما يتطلب انشاء إدارة خاصة بالوقاية والسلامة الصحية.
هناك من يؤكد على ضرورة اتباع بعض الاجراءات التي تتناسب مع الوضع الحالي الذي تعيشه هذه الصناعة ومنها:
الاعمال قبل المعرض
مشاركة الخبر
2021-02-25
- الكاتب: عبدالله بن صالح العقيل ــ الرس2021-01-19
- الكاتب: عبدالله العقيل2021-01-03
- الكاتب: ندى البليهي2020-12-15
- الكاتب: عبدالله العقيل2020-12-03
- الكاتب: عبدالله العقيل2020-11-15
- الكاتب: عبدالله العقيل2020-11-09
- الكاتب: عبدالله العقيل2020-10-18
- الكاتب: عبدالله العقيل2020-10-04
- الكاتب: ندى بن ثنيان2020-10-01
- الكاتب: عبدالله العقيل